وقفت مصر أمس فى «طابور» الديمقراطية التى طال انتظارها، حيث توجه الملايين فى جميع أنحاء الجمهورية إلى صناديق الاقتراع فى اليوم الأول لاختيار رئيس جديد للبلاد، وعبر أول انتخابات رئاسية بعد ثورة ٢٥ يناير، ووسط منافسة محتدمة بين ٥ مرشحين من إجمالى ١٣ مرشحاً فى انتخابات تشكل المحطة الأهم فى المرحلة الانتقالية منذ الإطاحة بالرئيس السابق «مبارك».

ورغم حالة التفاؤل والهدوء التى صبغت ملامح اليوم الأول من يومى الاقتراع، الذى بدأ التصويت فيه من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء وتم تمديده إلى التاسعة مساء نظرا لإقبال الناخبين، إلا أن الأجواء لم تخل من سخونة متوقعة، حيث أعلنت وزارة الصحة وقوع ٢٨ حالة إصابة ـ حتى مثول الجريدة للطبع ـ كما شهدت الانتخابات فى نحو ١٣ ألف لجنة إجراءات مشددة، شاركت فيها الشرطة العسكرية ووزارة الداخلية، إضافة إلى القوات الجوية بـ«دوريات طائرة»، كما شهدت الانتخابات بعض الخروقات أبرزها ما يتعلق بالدعاية أمام اللجان أو محاولة التأثير على إرادة الناخبين، وبعض التجاوزات لشراء الأصوات، كذلك خرق الصمت الانتخابى الذى وقع فيه المرشح أحمد شفيق، وأحالته اللجنة العليا للنيابة العامة للتحقيق.

ومنذ الساعة الثامنة من صباح أمس فتحت معظم اللجان على مستوى الجمهورية أبوابها، عدا لجان متفرقة فى القاهرة وبعض المحافظات فى الشرقية والقليوبية وأسوان. وشهدت القاهرة، خصوصاً فى مدينة نصر ومصر الجديدة، إقبالاً ملحوظاً من الناخبين.

وفى الجيزة، تواجد أكثر من ٢٠ ألف جندى للتأمين، وانتظم العمل فى جميع اللجان وسط إقبال متباين.

وتبادلت حملات المرشحين الاتهامات لبعضها البعض، حيث تقدمت حملة «شفيق» ببلاغات ضد حملتى «مرسى» و«موسى» بسبب إطلاق شائعة بوفاته وإرهاب الناخبين، فيما اتهمت حملة مرشح «الإخوان» مجهولين بتمزيق صوره.

ولم يكن الحال فى المحافظات بعيداً عن سخونة الانتخابات، حيث تباين إقبال المواطنين فى الإسكندرية على اللجان، وسط شكوى من قبل البعض لعدم إدراج أسمائهم، ووقعت مشادات بين أنصار المرشحين فى القليوبية والإسماعيلية وجنوب سيناء وبورسعيد والدقهلية، وتم ضبط ٤ من أنصار «مرسى» و«أبوالفتوح» فى السويس لمحاولتهم الدعاية أمام اللجان.

إلى ذلك، تفقد المشير طنطاوى سير العملية الانتخابية فى العباسية والظاهر، وأكد أن الإقبال على التصويت دليل على نزاهة الانتخابات. من جانبها، عقدت الحكومة اجتماعاً لمتابعة العملية الانتخابية، حيث أكد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، مواجهة أى خروج عن الشرعية والقانون

المصري اليوم