كشفت جماعة الإخوان المسلمين النقاب عن أسباب محاولات واشنطن الزج باسمها في عملية التوسط لدى السلطات القضائية والمجلس العسكري بالإفراج عن متهميها في قضية التمويل الأجنبي التي ينظرها القضاء المصرى

وقال قيادي بالجماعة، ردًا على تصريحات جون ماكين بتوجيهه الشكر للجماعة ورئيس البرلمان لتوسطهما في الإفراج عن مجموعة (الـ19)، قائلا: إن تصريحات جون ماكين انتقام من الجماعة، بعد رفضها التدخل في القضية، حيث طلب ماكين ذلك عندما التقى بعض القيادات الإخوانية، وعلى رأسها المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة، ومسئولين من حزب الحرية والعدالة.

وذكرت مصادر صحفية أن القيادي الإخواني قال: إن فصائل داخلية في مصر ساعدت ماكين في محاولات تشويهه للجماعة، حيث تم الإفراج عن المتهمين، وفي نفس الوقت أراد ضرب سمعة الإخوان بتصريحاته التي تعمَّد فيها الزج باسمها، واقتطف بعض الكلام من البيانات التي أصدرتها الجماعة بشأن القضية.

من جانبه، ذكر الدكتور محمود غزلان، المتحدث الإعلامي للإخوان وعضو مكتب الإرشاد، أن الأمريكيين وبعض الدول الغربية تستغل لقاءاتها مع الجماعة استغلالا سيئا، وهذه سياسة غير محترمة.

وأضاف غزلان: إن الجماعة ستفكر جيدًا وستأخذ حذرها عند لقائها أي وفود أجنبية، وستعلن عنه مباشرة حتى لا يأخذه أحد ذريعة للنيل منها، وتابع: وكان من الأفضل الإعلان عن لقاء الشاطر وماكين، موضحا أن ماكين عندما طلب لقاد الشاطر، أخبره الأخير بأنه لا يقابل أحدًا إلا في مكتبه بمدينة نصر أو في المركز العام للجماعة، وتم اللقاء في النهاية بمدينة نصر، وناقش الطرفان قضايا عامة، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية، ولم يتطرقا إلى أمور أخرى لأن موقف الجماعة واضح جدًا، فهي ترفض رفضًا باتًّا التدخل في أعمال القضاء.

ووصف عبد المنعم عبد المقصود، محامي الجماعة، السماح للأمريكيين المتهمين بالسفر بأنه خطوة مذلة فيها ركوع وهوان أمام أمريكا واستنساخ سيئ لنظام مبارك، الذي كان من أهم سماته الركوع لواشنطن، موضحًا أن هناك مخططا خارجيًّا يدبر على مدار عقود لتلطيخ القضاء المصري وتركيعه، وللأسف أن يأتي هذا التركيع الآن من داخل مرفق القضاء.

وطالب عبد المقصود مجلس القضاء الأعلى والجمعية العمومية لمحكمة استئناف القاهرة بإجراء تحقيق سريع وناجز وشفاف، ويعرض على الرأي العام، وضرورة مساءلة المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس المحكمة، عما ارتكبه، واتخاذ إجراءات سريعة وفورية، أولها، مغادرة موقعه، ثم إبعاده عن عضوية اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، حتى ينتهي مجلس القضاء الأعلى من التحقيقات.

كما طالب محامي الإخوان بإقالة وزير الطيران المدني الذي سمح بهبوط طائرة أمريكية دون ترخيص على مطار القاهرة، في سابقة هي الأولى من نوعها، مشيرا إلى أنه من المضحك في الأمر أن يتم إلغاء قرار المنع من السفر لمتهمين أجانب هاربين، فيما يظل المصريون يحاكمون على نفس التهم أمام القضاء، ليؤكد مرة أخرى أن المواطن المصري لا كرامة له في وطنه، ويعيدنا لعهد ما قبل الثورة