دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، الشعب
المصرى والأمة العربية إلى الانتقال لميدان العمل، وإدراك كل فرد طاقته
الداخلية وموارده الخارجية التى منَّ الله بها عليه، وتوظيفها فى مشروعات
صغيرة أو كبيرة لنهضة الأمة.
وطالب بديع فى رسالته الأسبوعية تحت عنوان: "التخطيط للهجرة بين الأسباب
الأرضية والعناية الربانية"، بتذليل كل العقبات أمام الشباب والفتيات
والرجال والنساء، المسلمين وغير المسلمين، لصناعة سلام اجتماعى فى كلِّ
بلد، وأداء حقوق المواطنة الأربعة، وهى: "للناس رعاية، وللأرض عمارة،
وللقانون طاعة، وللسلطة معاونة، فيما لا يخالف شرعًا".
وشدد على أن التخطيط يعنى توظيف كل الطاقات والإمكانات للوصول إلى أهداف
محددة فى زمن معين، حيث كان أخطر ما ابتليت به مصر فى العصر الغابر أنه لم
يكن هناك تخطيط لأى شىء نافع إلا الفساد والظلم الممنهج.
وأوضح أنه لا يمكن حدوث نهضة حقيقية إلا بتوافر خصائص التخطيط التى أعلنها
الدين الإسلامى والتى تبدأ بـ"تحديد زمان الخطة وصولاً إلى عمارة الدنيا
والنعيم فى الآخرة، والأخذ بالأسباب الأرضية، واليقين فى العناية الربانية،
والحفاظ على الثوابت والمبادئ والقيم الأخلاقية، والجمع بين دقة الأتباع
وجودة الإبداع".
وأضاف المرشد أن واقع مصر والأمة العربية والإسلامية عامة فى هذه المرحلة
المفصلية بحاجة إلى فقه معالم التخطيط الإسلامى، من أجل صناعة التاريخ من
جديد، بعد أن عاشت مصر والأمة حالة بائسة من الاستبداد السياسى والفساد
المالى والتحلل الأخلاقى والتخلف الحضارى، فقامت الثورات فى بعض دولها
لتسقط تلك الأنظمة الفاسدة، وتأتى البقية عن طريق ثورات عربية تتسم بخصائص:
"الربانية، والشعبية، والسلمية، والحضارية".
وشدد على أن الهجرة النبوية أعطت للأمة درسًا فى التخطيط لإصلاح المستقبل،
عن طريق الأخذ بكلِّ الأسباب الأرضية المباحة شرعًا على المستوى الفردى
والجماعى، واليقين بالعناية الربانية وبركة الرزق، والتوظيف لكل الطاقات
والإمكانات البشرية والمادية الحيوانية والمكانية والزمانية والقيم
الأخلاقية".
وأكد المرشد أن الأخذ بالأسباب لإنجاح الخطة فى الإسلام يتعدى النجاح
المادى إلى الفوز فى الدنيا والآخرة، وإصلاح المعاش والمعاد، حيث كان أثر
نجاح النبى - صلى الله عليه وسلم - فى التخطيط للهجرة النبوية هو الانتقال
من الدعوة إلى الدولة، ومن العبادة إلى القيادة، ومن الجماعة المستضعفة
بمكة إلى الدولة
الراسخة بالمدينة.
