لندن_باريس:الشرق الاوسط

الرئيس الأميركي رد على نظيره الفرنسي: مضطر للتعامل معه

وقال ساركوزي خلال لقائه مع أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين: «لم أعد أحتمل رؤيته، إنه كاذب» فرد أوباما: «أنت سئمت منه، لكنني أنا مضطر إلى التعامل معه كل يوم»، بحسب موقع «أري سور ايماج» الذي نقل كلامهما دون أن يوضح ما إذا كان يملك تسجيلا صوتيا له.

ولم يدرك الرئيسان أن الميكروفونات الموجودة في قاعة الاجتماعات مفتوحة مما مكن الصحافيين في مكان آخر من الاستماع إلى ترجمة فورية لهذا الحديث.

ومن المرجح أن تسبب هذه الزلة إحراجا كبيرا للزعماء الثلاثة بينما يتطلعون للتعاون لتكثيف الضغوط الدولية على إيران بسبب طموحها النووي.

ولم ينشر العدد المحدود من الصحافيين الذين استمعوا لهذا الحديث ما دار في بادئ الأمر لأنهم اعتبروه خاصا وليس للنشر، لكن ظهرت منذ ذلك الحين تعليقات على مواقع فرنسية على الإنترنت وتسنى لـ«رويترز» تأكيد صحة هذه الأنباء. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني التعليق على المحادثة عندما سأله صحافيون يسافرون مع أوباما إلى فيلادلفيا.

ومن المرجح أن يكون عدم دفاع أوباما عن نتنياهو فرصة يستغلها خصومه من الجمهوريين الذين يتطلعون لخلعه في انتخابات الرئاسة المقررة.

وأورد الموقع أنه تم تسليم الإعلاميين أجهزة الترجمة للمؤتمر الصحافي المشترك لأوباما وساركوزي بشكل مسبق، فقام بعض الصحافيين بوصل سماعاتهم على الفور وتمكنوا من التقاط بعض الأصداء من الحديث الخاص. وأكد عدة صحافيين مضمون الحديث ردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مراسل «بي بي سي» في باريس، إن بعض الصحافيين سمعوا المحادثة الخاصة التي دارت بين الرئيسين خلال مؤتمر مجموعة العشرين. ولم تشر وسائل الإعلام إلى الموضوع لعدة أيام حتى لا تحرج الرئيس الفرنسي، بينما أشار مراسل صحيفة «لوموند» إلى الحادث دون تفصيل عما قيل، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت المحادثة بالكامل. وتفيد التقارير بأن المحادثة جاءت خلال عتاب الرئيس الأميركي لنظيره الفرنسي بسبب تصويت فرنسا لصالح قبول فلسطين عضوا في منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونيسكو).

وكان مراسل لـ«رويترز» من بين الصحافيين الحاضرين ويمكنه تأكيد مدى صحة هذه التصريحات التي نقلها الموقع الفرنسي على الإنترنت أمس.

وتقدم الفلسطينيون بطلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة إلى جانب منظمة اليونيسكو التي تتخذ من باريس مقرا. وأيدت فرنسا طلب العضوية في اليونيسكو وحصل الفلسطينيون على أغلبية الأصوات لكنها قالت في الأسبوع الماضي إنها ستمتنع في حالة التصويت على عضوية الأمم المتحدة وهو ما تعهدت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلته. وتحث باريس وواشنطن الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف محادثات السلام.

وتكررت فضائح الميكروفون من قبل عندما تلفظ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بعبارة نابية وهو يتهم حزب الله وسوريا بأنهما السبب الرئيسي للنزاع في الشرق الأوسط، دون أن يعلم أن الميكروفون كان مفتوحا.

وقال بوش متوجها إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال غداء لقادة مجموعة الثماني في سان بطرسبرغ عام 2006، إنه يتعين عليهم القيام بحمل سوريا على الضغط على حزب الله ليكف عن نشر هذه «القذارة» وستنتهي الأزمة، دون أن يوضح من كان يقصد بعبارة «عليهم».

ولمح بوش إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد تلعب دورا أكبر في البحث عن حل، وقال إن رايس قد تتوجه إلى هناك سريعا دون تحديد الوجهة..

كما عبر بوش عن استيائه لتحرك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مشيرا إلى أنه كان يرغب في أن يقول لأنان أن يتصل هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد لتحريك الأمور.

وفي 2008 لم يكن يعلم القس الأميركي البارز جيسي جاكسون وهو يتحدث في حوار خاص مع صحافي أميركي، وجه خلاله انتقادات لاذعة للسيناتور باراك أوباما، المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية أن ثمة ميكروفونا حساسا ينقل، دون أن يدري، حواره الذي تضمن تعبيرات نابية بحق المرشح الديمقراطي. لكن القس الشهير اعتذر لاحقا بشدة، مجددا دعمه المطلق لأوباما؛ ففيما كان القس الأميركي البارز جيسي جاكسون، مؤسس ورئيس «ائتلاف رينبو بوش»، يتحدث في حوار خاص مع مراسل لمحطة «فوكس نيوز» الأميركية، وجه جاكسون انتقادات قاسية لأوباما، وكان هناك ميكروفون حساس ينقل، دون أن يدري، حواره.

وفي أبريل (نيسان) 2010، واجه غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني السابق وزعيم حزب العمال أزمة انتخابية بعد أن تم تسجيله دون علمه عبر ميكروفون لاسلكي وهو يصف إحدى الناخبات «بالمتعصبة». وجاء تعليق براون بعد دقائق معدودة بعد أن وجهت جيليان دوفي وهي سيدة متقاعدة تبلغ 65 عاما نقدا لسياساته في معالجة الدين العام وتلك المتعلقة بالهجرة. وأظهر تسجيل صوتي التقطه ميكروفون لاسلكي براون وهو يوجه نقدا حادا للسيدة التي قالت إنها دأبت على التصويت لحزب العمال في السابق واصفا إياها بالمتعصبة. وبثت كافة وسائل الإعلام البريطانية التسجيل الصوتي مما اضطر رئيس الوزراء إلى تقديم اعتذاره على هذه الكلمات وزيارة منزل السيدة للاعتذار لها بشكل شخصي عن التصريح الذي مثل ضربة كبيرة لشعبيته.