مقالات اسبوعية | عساكم من عواده...رئيس التحرير - 5 من نوفمبر 2011 - الأقســام الرئيسيــة

قلم : رئيس التحرير

يعيش المسلمون اليوم في جميع أقطاب الدنيا فرحتهم الكبرى بعيدهم الأضحى
وتكتمل الفرحة كل عام بوقوف الملايين منهم على صعيد جبل عرفات مبتهلين مكبرين داعين خاشعين
راجين من الله الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النار
انه مؤتمر المسلمين الأكبر الذي يجتمع فيه سنويا أكثر من ثلاثة ملايين حاج
يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم
لباسهم واحد وقلوبهم نقية طاهرة وألسنتهم تلهث بالدعاء والمغفره على اختلاف لغتهم الا أن دعائهم واحد وهو طلب الرحمة والمغفرة من رب كريم غفور يباهي ملائكته بقدوم عباده على صعيد جبل عرفات من كل حدب وصوب راجين رحمته ومغفرته ورضوانه
على اختلاف ألوانهم وأعمارهم الا أن لباسهم واحد وهو الاحرام ذو القطعتين كأنه يوم الحشر
تسودهم الرحمة وتشملهم المغفرة وتكبيرهم يشق عنان السماء
فرحتنا غامرة كل عام بهذا اللقاء الايماني العامر الذي يجمع شمل المسلمين ويوحد أفئدهم
انه أكبر تجمع بشري ايماني على وجه الكرة الأرضية
يجب علينا أن نتناسى فيه اختلافاتنا وتوجهاتنا المختلفة فلا فرق بين لون أو جنس أو عمر الكل يقف سواسية أمام رب عفور رحيم
يعود الحاج بعد أداء مناسكه مغفورا له نقيا من ذنوبه كيوم ولدته أمه
ما أعظمها من منحة سنوية ربانية من الله لعباده
وأما بقية المسلمين ممن لم يشهدوا تلك الوقفة الايمانية المباركة فانهم يشاركون اخوانهم الحجاج بالصوم والعبادة وصلاة عيد الأضحى لمبارك ثم ينحرون الأضحية اقتداءا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
اذ يخرج المسلمون لأداء صلاة العيد في مصلاهم مكبرين مستبشرين فرحين
مصطحبين أبناءهم ونساءهم مرتدين أفخم الثياب وأجمله ومتعطرين بأطيب العطور وأحلاها
ثم يعودون ليذبحوا أضاحيهم ويوزعون منها على الفقراء والمساكين فتعم الفرحة والبهجة جميع البيوت
انها الروح الايمانية التي أمرنا بها ديننا الحنيف
انها روح الاخاء والمحبة والمودة والعطاء والفرحة والسرور والبهجة
انها السماحة في أسمى معانيها وأجل صورها
انه عيدنا الأضحى المبارك
أعاده الله علينا وعلى الأمة الاسلامية والعربية باليمن والخير والبركات
و( عساكم من عواده )
وكل عام وأنتم بخير