أهلاً بك ضيف | RSS

قائــمــة المجــلة

الأقـسام الرئسية
سلاسل التعريف بمرشحي الرئاسة المصرية 2012
أخـبـار مـن مصـر
أخـبـار مـن العـالم
طــب وعــلم أون لايــن
ريــاضــــة أون لايــــن
مــن وحـي الشعــر
أوتــــار الفـــن
صــورة بتتــكلــم
كتــابـــات وأراء
مقــالات أسبــوعيــة
بـرامـج وتـي فـي

بحث

دخــول

الرئيسية » 2011 » أغسطس » 24 » مقالات اسبوعية | أحمد الشحات خط أحمر بقلم وائل قنديل
1:02 PM
مقالات اسبوعية | أحمد الشحات خط أحمر بقلم وائل قنديل
 

بقلم: وائل قنديل

«مادامت مصر ولادة.. وفيها الطلق والعادة.. هتفضل شمسها طالعة»(1). لم أجد أفضل من هذه الكلمات لعمنا أحمد فؤاد نجم للتعليق على إبداع الشاب أحمد الشحات فى تسلق 15 طابقا من أدوار عمارة سفارة العدو الصهيونى بالقاهرة وإنزال علم الصهاينة ورفع العلم المصرى بدلا منه.


هى لحظة عبقرية، قد تبدو مجنونة، لكنه الجنون الجميل اللازم لصناعة تاريخ وصياغة لقطة مدهشة فى دلالاتها ودروسها.

لا أعرف معلومات وافية عن الشاب أحمد الشحات، غير أننى أحتفظ فى الذاكرة بواحد من أسلافه العباقرة، لا يمت له بصلة قرابة لكن الدم الذى يجرى فى عروقهما واحد، وأعنى الجندى المصرى محمد محمد عبدالسلام العباسى ابن القرين بالشرقية‏،‏ الذى رفع علم بلدنا على رمل سيناء فى أكتوبر 1973 بعد 6 سنوات من الألم الذى اعتصر هواء مصر وسماءها ورمل صحرائها ومياه نيلها بعد نكسة 1967.

محمد العباسى ذهب إلى التجنيد الإلزامى أوائل يونيو ‏67‏ ليتلقى صفعة النكسة‏،‏ ويبتلع علقم الهزيمة ويحتفظ به فى جوفه ست سنوات حتى طلعت شمس انتصار أكتوبر ويكون أول جندى مصرى يرفع علم النصر على مدينة القنطرة شرق‏ الأسيرة.

لا شك أن أحمد الشحات قرأ خيطا من سيرة العباسى ورضع حليب الكرامة وامتلأت رئتاه بهواء إرادة الشموخ والتمرد على الإهانة، وتشاء المصادفة أن يكون كلاهما شرقاويا أصيلا، مع الجنديين أيمن حسن وسليمان خاطر وكأنهما شربا من النبع ذاته.

إنها المرة الأولى منذ تدنست سماء القاهرة بعلم الصهاينة أن يتمكن أحد من إنزاله ودهسه بقدميه وحرقه فى مشهد سيسجله التاريخ فى صفحات كتاب الإبداع المصرى المذهل، وسيخرج عليك أحد الراقدين على بيض الواقعية البليدة ليقول لك ببرود هائل إنه شاب أخرق يعرض بلاده للخطر ويضعها فى ورطة دبلوماسية، فلا تعطه أذنيك كى يحشوهما بقطن الحكمة والكياسة المجمدة، وتذكر فقط أن واحدا من شباب مصر الرائع لامس سقف المعجزة بيديه، ورد بعضا من الكرامة المهدرة ولو بطريقة رمزية.

إن ما يهم هنا هو المعنى والدلالة البليغة، على أن عروق مصر لاتزال تنبض بالعزة والكرامة، وأن مصر التى لم تستطع حكومتها أن تصمد أكثر من خمس ساعات أمام الوقاحة الصهيونية بعد بيان سحب السفير، هى ذاتها مصر التى حملت وولدت شابا تسلق جدران المستحيل، وارتقى إلى سدرة منتهى الحلم وأنزل علم العدو من عليائه، لتحمله الجموع الغاضبة على الأعناق وتهتف له الحناجر الطاهرة.

إنه عاشق آخر من عشاق مصر المجانين فى حبها، ويالها من أقدار تمنح محافظة الشرقية الشرف مرة أخرى، بعد العباسى الذى رفع علم مصر والشحات الذى أنزل علم العدو، وبينهما سليمان خاطر، ذلك المجند المصرى الباسل الذى تصدى لعربدة قطيع من السياح الصهاينة فى منطقة مصرية محظور دخولها عام 1985 وأطلق عليهم النار حين تعاملوا باستهانة مع تحذيره لهم من اختراق الحدود.. سليمان خاطر كان شرقاويا آخر فى عنقود الفل المصرى، انتحر فى زنزانته ـ وفق الرواية الرسمية ـ عندما حاكموه على بسالته وألقوا به فى السجن.

لقد هتفنا ونحن طلبة فى الجامعة أثناء محاكمته «اللى يبص لسليمان بصة يبقى يا خلق عاوزله منصة».. شكرا أحمد الشحات، أنت فى عيون مصر كلها الذين يحاولون تصدر الصورة ويعلنون عن تصليح الساعات يمتنعون!


المقال من : جريدة الشروق


_______________________
(1) من قصيدة "صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر" للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم
.
الفئة: مقــالات أسبــوعيــة | مشاهده: 617 | أضاف: زين-العابدين | وسمات: وائل قنديل،أحمد الشحات خط أحمر | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 1
1 زين-العابدين  
0
السلام عليكم،

قراءة ممتعة و تأمل مثمر.

إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
    الرئيسية   التسجيل   دخول  
تصــويـت
هل تتوقع نجاح الرئيس المنتخب مرسي في مهمة ال100 يوم الاولي ؟
مجموع الردود: 54

اعلانات
قريبـا ملفات خاصة

التقويم
«  أغسطس 2011  »
إثثأرخجسأح
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
293031

أعـداد المجلة 2011


Copyright Mona elshazly Network © 2006-2012 POWERED_BY (A.E) The Admin