كتب : محمد عبد الحليم ستون عاما من حكم العسكر ، اجيال متعاقبة عاشت وماتت وهي مقتنعة بان الدستور المصري ينص على وجوب ان يكون رئيس الدولة من العسكريين ، فكرة رضعها الشعب لمدة 60 عام ، فهل تستطيع ثورة يناير اثبات انه يمكن وجود رئيس مدني لمصر ؟ تعالوا اولا نحلل نظرة العسكريين للمجتمع المدني ، فلقد تعودنا على انه بعد خروج الجنرالات من العسكريين على المعاش تولي سلطات مدنية وخصوصا في الحكم المحلي ، وكأنها مكافأة نهاية الخدمة ولضمان ولاء جميع الجهات للنظام الحاكم ، واول ما يصطدم به الجنرال في اول ايام وظيفته المدنية هو وجود النقاش والمجادلات دون تنفيذ الاوامر بحزم ، وهو امر من وجهة نظر العسكريين مضيعة للوقت والطاعة العمياء هي من تربوا عليها ، كما ان نظرة العسكريين للمدنيين هي ان هؤلاء المدنيين مجموعة من الفوضويين المخنثين الذين لا يعرفون ان يديروا شيء ، فهل يقبل جنرالات العسكر ان يخرج من بين هؤلاء المخنثين من يتولى سلطة البلاد ويكون بمثابة القائد الاعلى للقوات المسلحة ؟ اترك لكم الاجابة ما حدث اثناء الثورة اعطى جنرالات الجيش الايحاء بأنهم هم من صنعوا الثورة وليس مجموعة العيال التي نزلت لتهتف بالميدان ، فهم مقتنعين انه كان بإمكانهم استخدام الاسلحة الثقيلة والطيران لسحق الثوار ، وبما انهم لم يفعلوا ذلك فوجب علينا الاعتراف بفضلهم ، تماما كأن شخصا فقع لك عين فوجب عليك شكره على ترك العين الاخرى ، وهو منطق مرتضى منصور في مداخلته مع اسراء عبد الفتاح اثناء الثورة وقوله لها يذكرها بأن ابوها وامها نشروا نداء لقلب مبارك وسوزان للافراج عن ابنتهم ، وكأنه وجب على اسراء عبد الفتاح ان تحمل هذا كجميل للرئيس المخلوع . اعود لايام الثورة الاولى وانا اذكر جيدا ما اقسم عليه ضباط الجيش عند نزولهم للميدان بأنهم لن يضربونا وحتى اذا صدرت الاوامر لهم بذلك ، اذن الجنرالات كانوا يعلمون انه حتى لو تم اصدار اوامر من قبلهم بسحق الثوار فإن الرتب الدنيا لن تنفذ هذه الاوامر ، والسؤال هنا يطرح نفسه وهو ترى لو ايقن الجنرالات بأن اوامرهم في حالة اصدارها بسحق الثوار ستنفذ من قبل مرؤوسيهم هل كانوا سيصدرون هذه الاوامر ام لا ؟ والمتابع لموقف الجنرالات في بداية الثورة يعرف انهم كانوا يتفرجون وينتظرون الكاسب ليكونوا معه ، وليس ادل على ذلك من استمرار القناصة في ضرب المتظاهرين دون تدخل الجيش ، وكلنا شاهدنا دبابات الجيش وهي تسمح للجمال وبغال مبارك بالعبور بل ويقف الجيش 14ساعة يشاهد معركة الجمل دون تدخل ، واخيرا تدخل القناصة قبل الفجر لضرب الثوار على كوبري 6 اكتوبر بعد انتصارنا واحتلال اعلى الكوبري والجيش يتحمل مسئولية القناصة في هذا اليوم بالذات لانه حتى لو لم يكن القناصة من العسكريين فإن البلاد كانت وقتها في قبضتهم وكان واجب عليهم الذهاب لاعلى الفندق واعلى المباني للقبض على هؤلاء القناصة . اللهم ما انزع الشك مني واهديني الى الحقيقة ، هذا هو دعائي الان لانني صائم ولكنه عند تحليل المشاهد بقليل من العقل فإنني اراهن على عدم استعداد الجنرالات لتسليم السلطة لهؤلاء المخنثين من وجهة نظرهم ما اخشاه هو عدم تسليم السلطة للمدنيين لانه في هذه الحالة سنندم حقيقة على حقبة مبارك ونتمناها من كل قلوبنا ، على الاقل لم تحال سيدة للمحكمة العسكرية عقوبة لها على تويتره قالتها وتخرج بكفالة 20000 جنية بينما الضباط قتلة الثوار لم يتم حتى ايقافهم عن العمل لحين الانتهاء من المحاكمات امام القاضي الطبيعي . لو اقتنع الشعب بأن المجلس العسكري مع الثورة ما تجرأ انصار مبارك من البلطجية المأجوريين على ضرب اهالي الشهداء امام المحكمة وفي حراسة الجيش والشرطة ان نصف ثورة هي مقبرة للشعب ، وان من يراهن على خنوع الشعب المصري مرة اخرى بعد ان تذوق طعم الحرية فهو جاهل ولا يجب ان يقود البلاد للهلاك ، واقترح على المجلس العسكري استشارة اطباء نفسيين وسؤالهم كم من الوقت يحتاجه الشعب المصري ليعود لخنوعه تحيا مصر والديمقراطية هي الحل
لفت انتباهي استخدام الكاتب للفظ المخنثين عندما ذكر بان جنرالات الجيش تنظر الى المتظاهرين بانهم مجموعة من الفوضويين المخنثين وبم أن اللفظ جارح ومؤذ ولم يطلقه المجلس العسكري أصلا كان لزاما علي أن أنبه الى مراعات استخدام الألفاظ وتحري الدقة في الأوصاف ولقد تركت العبارة كما هي حتى نتحرى الدقة لاحقا ===================== الموضوع برمته جيد وفكرته هادفة
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون [ التسجيل | دخول ]
