رئيس التحرير | أما آن للثوار أن يتحدوا - 3 من يوليو 2011 - الأقســام الرئيسيــة

بقلم : رئيس التحرير

ثورتنا المصرية ضرب بها المثل ليس في الأقطار العربية فحسب
ولكن في جميع بقاع الأرض قاطبة
ثورتنا المصرية كانت على قلب رجل واحد الكل خرج في جميع الميادين
شعارهم واحد
ومطلبهم واحد
وهدفهم واحد
(الشعب يريد اسقاط النظام)
كانت تصدح بها الحناجر في ميدان التحرير بالقاهرة
فتسمع صداها في ساحة مسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية
واذا بثوار السويس الباسلة يرددونها
حتى الأطفال في شوارعنا كانوا وهم يلعبون يتغنون ويقولون ( الشعب – يريد – اسقاط – النظام )
مصر كلها تناست انتماءاتها السياسية والمذهبية والعقائدية
وخرجوا جميعا الى الميادين والشوارع والأزقة
ينادون باسقاط النظام الجائر الذي ظل يحكمهم بجبروته عقودا من الزمان
تشابكت الأيادي وتآلفت القلوب وتوحدت المطالب في مطلب واحد هو اسقاط النظام
شاهدنا الاخواني بجوار السلفي والليبرالي بجوار العلماني والمسلم بجوار القبطي
ما أجمل المنظر الرهيب حينما كنا نشاهد ميادين مصر كلها تؤدي صلاة الجمعة والتراتيل المسيحية
اهتز وجدان العالم بأثره حتى قالوا (انها أنظف الثورات على مدى التاريخ )
ويا أسفاه
بعد التنحي بأيام قلائل
بدأنا نشاهد
ائتلافات وانقسامات وأحزاب طفت على الساحة
وجماعات واخوان وسلفيون
بل وفلول من بقايا الحزب الوطني
وتيارات سياسية متنوعة ومختلفة
الكل له أجندته
والكل له أيدولوجيته
والكل يريد نصيبه من التورته
بعد أن كان ميدان التحرير تعلوه منصة واحدة وجدنا به منصات متعدده وخطباء من كل فج عميق
وشعر الجميع بأن جهد الثوار سيضيع سدى
فصنعوا مؤتمر الوفاق الوطني
وياليتهم ما صنعوه
لأنهم اجتمعوا على ألا يجتمعوا
فكثرت المطالب الفئويه والتفرقة العنصرية
وظهر على السطح رجال الفضائيات وبوق الاعلام المخادع
ومن يردون الركوب على أكتاف الثوار
الكل يريد أن ينسب الثورة لنفسه
الكل يريد القيادة والزعامه
وتناسوا أن دم الشهيد يستصرخهم
ويقول لهم ضحيت بنفسي لأفديكم
فلا تضيعوني هدرا
أستحلفكم أيها الثوار بكل غال لديكم
أستحلفكم بدم الشهداء الذي أريق على الطرقات
أستحلفكم بالله الذي وفقكم في ثورتكم
أن تنحوا خلافاتكم ومطامعكم الشخصية جانبا
فمصلحة مصر فوق الجميع
ومصلحة الوطن أكبر وأعظم
وأتسآئل وكللي رجاء
أما آن لكم أيها الثوار أن تتحدوا؟