رويترز وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقتل معمر القذافي بأنه تحذير للزعماء
المستبدين في انحاء الشرق الاوسط من أن حكم القبضة الحديدية "لا بد ان
ينتهي" ودليل على صحة الاستراتيجية الأمريكية الحذرة تجاه ليبيا.
وشارك أوباما السياسيين الامريكيين والمواطنين الامريكيين العاديين
ترحيبهم بالقضاء على القذافي الذي نظر اليه على مدى عقود باعتباره خصما
لدودا للرؤساء الامريكيين وسعى أوباما كذلك لان ينسب لنفسه قدرا من الفضل
في الاطاحة برجل ليبيا القوي.
وقال أوباما للصحفيين في حديقة الورود بالبيت الابيض ان مقتل
القذافي "يمثل نهاية فصل طويل ومؤلم للشعب الليبي الذي سنحت له الان فرصة
تقرير مصيره في ليبيا جديدة وديمقراطية."
وأوضح أنه يعتبر مقتل القذافي دليلا على صحة استراتيجية "القيادة من
الخلف" التي اتبعها والتي أدت الى انتقادات في الداخل بسبب تصوير الولايات
المتحدة في دور الداعم لحلف شمال الاطلسي في حملته الجوية على ليبيا.
وأطلق عليها بعض خصومه الجمهوريين اسم "مذهب أوباما" الذي تخلى عن القيادة
الامريكية للعالم.
ووجه أوباما تحذيرا غير مباشر إلى الرئيس السوري بشار الاسد وغيره
من زعماء الشرق الاوسط الذين يقاومون الحركات المطالبة بالديمقراطية في
بلادهم لكي يتعظوا بمصير القذافي.
وقال أوباما في بيان أذاعه التلفزيون للامريكيين القلقين بالفعل من
حربين طويلتين في العراق وأفغانستان "ساعدت قيادتنا في حلف الاطلسي على
توجيه تحالفنا وحققنا أهدافنا دون أن نرسل جنديا أمريكيا واحدا (الى
ليبيا). وسوف تنتهي قريبا مهمة حلف الاطلسي."
وقال مسؤول في حلف شمال الاطلسي إن طائرة أمريكية بلا طيار شاركت في
هجمات في ليبيا يوم الخميس لكن لم يتضح هل النيران الامريكية أم الفرنسية
هي التي أصابت قافلة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وكانت الولايات المتحدة قادت الضربات الجوية الاولى على قوات
القذافي لكنها سرعان ما سلمت القيادة لحلف الاطلسي واتخذت مقعدا خلفيا وراء
بريطانيا وفرنسا.
ويعكس رد الفعل الامريكي تاريخا مريرا مع القذافي الذي ينظر اليه في
الولايات المتحدة باعتباره شريرا بسبب صلات حكومته بتفجير طائرة ركاب
أمريكية فوق اسكتلندا في عام 1988 وتفجير مرقص يرتاده جنود أمريكيون في
برلين في عام 1986 .
|