الدراما المصرية من الجذور إلى الغزو التركى ( 1 ) - 12 من مارس 2012 - الأقســام الرئيسيــة

كتب عادل صموئيل
الدراما المصرية دى بتعتبر حاجة ثقافية كبيرة جدا مش مجرد افلام ومسلسلات وقصص وخلاص .. ولكن مد ثقافى علم الدنيا وبالذات المنطقة العربية حاجات كتير اتعلموها من تواجد الفن المصرى عندهم قبل او توجد عندهم معظم الفنون اصلا بفترات طويلة , وعشان احنا كمصريين نفهم قيمة اللى بنقدمه للعالم العربى اولشىء لما ننظر الى موضوع مهم جدا وهو اللهجات .. يعنى فى مصر بخلاف اللغة العربية الفصحى عندنا لهجة عامية رئيسية وهو لهجة القاهرة .. ولهجات اساسية وهى لهجة ابناء الصعيد ولهجة ابناء الاسكندرية ولهجة منطقة القنال وبالذات بورسعيد .. بخلاف اللهجات دى فى مصر كلها ممكن تلاقى على الاقل 20 لهجة تانية متفرقة .. ولو رحنا اى دولة عربية حتلاقى مش اقل من 25 لهجة فى محافظات الدولة ولو ضربناهم فى 16 دولة ممكن تلاقى مش اقل من 500 لهجة .. ولو حسبتها كويس حتلاقى اللهجة القاهرية هى اللهجة الوحيدة فى كل الدول العربية اللى الكل بيفهمها بنسبة 100% .. بعكس كل لهجاتهم محلية .. بمعنى انك لو رحت اى دولة عربية مش حاتفهم من كلامه حاجة إلا اذا المتكلم معاك حاول يتكلم ببطء ويغير فى لهجته بقدر الإمكان عشان نات تفهم .. لكن لو انتين منهم بيتكلموا مع بعض بطريقتهم مش حاتفهم ولا كلمة .. يعنى حتلاقى مفيش خلاف بين اتنين تونسيين مثلا بيتكلموا واتنين من بولندا مع ان التونسيين بيتكلموا عربى .. والبولندى لغة غريبة جدا عليك يعنى حتى لو تعرف انجليزى وفرنساوى مش حاتعرفتصطاد منها كلمتين على بعض لأنها مختلفة .. من هنا ظهرت قيمة كبيرة لمصر .. طيب الجذور جت منين .. لما نتكلم عن الدراما يعنى من بدء ظهور التليفزيون فى مصر سنة 1958 .. لكن الدراما بدأت فى الثلاثينات وكانت إذاعية .. وابتدت من قمة القمم .. يعنى عكس ما انت تتخيل انها بدأت ولدت وفضلت تحبو لحد ماكبرت بالتدريج .. بالعكس جدا .. الدراما الإذاعية ولدت عملاقة .. والسبب ده دراسة مهمة جدا جدا اتمنى انك تحبوا تسمعوها ... البادية فى الثلاثينيات اول انتشار الراديو فى مصر .. طبعا قبلها كان فيه مسارح ونجوم على اعلى مستوى تمثيلا وتأليفاً .. اول ما ابتدت الحاجة فى الراديو لعمل تمثيليات اذاعية بالطبع لازم يلجأوا للنجوم الكبار الموجودين .. ومن هنا ظهرت عقبة صغيرة ( وكبرة وخطيرة فى نفس الوقت ) ان الممثل والم}لف والمخرج متعودين يشتغلوا على مسرح يعنى الجمهور شايف .. اما الراديو الجمهور بيسمع فقط .. من هنا لازم المؤلف ياخد بالو ان الصوت وحده هو الخامة الوحيدة الموجودة .. ولازم انك وانت سامع تبقى كأنك شايف بالضبط .. يعنى المشهد فى حقل او فى مدرسة او اى مكان ازاى توظيف السيناريو بحيث تحس انك شايف المكان . واكتر من كده يعنى تبقى شايف كمان الشخصيات يعنى واحدة حلوة وواحدة وحشة ,, واحد تخين اوى او رفيع .. معلم جزار .. يعنى توظيف الشىء المسموع بحيث تبقى شايف بالضبط .. والعمالقة من المؤلفين والمخرجين والممثلين برعوا فى الموضوع ده بحيث مثلا فيه دلوقتى مسلسل اسمه سمارة بيتعاد وتتفنن الممثلة ( غ ع ) انها تطلع كل اللى عندها .. والسلسل الإذاعى انا سمعتو وانا فى ابتدائى كان احلى من الديد مليون مرة فى كل حاجة مع انك سامع فقط وبتتخيل اللى اللى مش شايفه .. فيه حاجة مهمة جدا لازم يتعلمها الجيل الجديد من الشباب .. الإختراع بيحصل ازاى ؟ ان انسان ذكى مبتكر بيحس بالإحتياج لشىء ما او جهاز ما بيفكر فيه ويخترعه .. لكن الانسان اللى بيحس ان عندو كل حاجة عمره بالطبع ما حايخترع حاجة .. الاذاعة لما بدأت فى الثلاثينيات كانت الاجهزة بدائية جدا جدا يعنى مفيش تسجيل على شرائط ولا مونتاج ولا حاجات كتير من الموجودة دلوقتى .. ومن هنا كانت التمثيلية بتتعمل ع الهواء مباشرة .. يعنى بيقف الممثبين امام الميكروفون وبعد موسيقى التتر بيبتدوا يمثلوا .. وبالطبع خطورة ده ان لو حد عمل غلطة مثلا حاتطلع للناس .. ومن هنا لازم يكون الممثلين مستواهم عالى جدا مش ممكن يغلطوا .. ومن صوته بتحس بكل انعالاته يعنى لو مكشر او مبتسم .. او بيدى نظرة خبث مثلا او اعجاب او حتى قرف من شىء ما ولولا العمالقة دول وتأثيرهم ماكانش بقى فيه حاجة اسمها دراما مصرية اصلا .. طبعا بالإضافة ان المؤلفين كانوا مين يعنى العمالقة الكبار جدا.
اهم شىء ان التمثيلية كانت بتتكلم عنك انت كل واحد منك بيلاقى واحد زيه فى المسلسل مش بيتكلموا عن طبقة ولكن كل الطبقات .. وحصلت النقلة الكبرى لما ابتدأ الراديو يظهر فى الدول العربية .. بقت كل مؤشرات الراديو عندهم مضبوطة على اذاعة مصر .. المسلسلات والاغانى .. خلتهم كلهم عايشين كانهم فى مصر ,, يعنى اخدوا حتى امثالنا الشعبية .. حتى اللجهة اللى احنا بنهزر بيها مع بعض .. يعنى انا لما كنت بسافر الدول العربية كان كل بلد فيها فنانين لكن الفنانين المصرين عندهم كانوا هم القمة .. يعنى مرة كنت فى دولة جه واحد انيق يسلم علينا واحد قال لى ده عبد الوهاب بتاعهم ( يعنى اكبر مطرب عندهم ) انا طبعا عمرى ما سمعت عنه لأنه محلى يعنى جوا دولته فقط .. لكن انتشار مصر خلا اصغر مطرب او ممثل عندنا هناك يعروفوه وحافظين اغانيه ونتابع ..