مقالات اسبوعية | حينما يكون الضحية أقوى من جلاديه - 24 من سبتمبر 2011 - الأقســام الرئيسيــة

بقلم : رئيس التحرير

منذ انطلاق ربيع الثورات العربية والحقيقة الغائبة الحاضرة هي أن (قوة الشعوب فوق كل الكيانات )
على الرغم من أن لدى الكيانات والأنظمة الطاغية الظالمة القوة والجبروت ما يؤهلها لأن تقضي على أي تمرد وليد في لحظاته الأولى
الا أن الارادة القوية والعزيمة الصارمة لدى الشعوب المستضعفة تصنع المعجزات وتجعل الحكومات عاجزة عن فعل أي شيء
وأكثر ما يلفت الانتباه هو الصمود والتحدي اللامتناهي من الشعوب تجاه حكامها
وكلما زاد طغيانها وابادتها لشعوبها زادت ارادة الشعوب صلابة وتحدي فيتحول حينها الضحية الى بركان لا تتحمله الحكومات ويكون الضحية أقوى من جلاديه
مما ينشأ لدى الحكومات سعار لامتصاص الكثير من الدماء
حينها تقول الضحية لجلاديه (خذوا حصتكم من دمائنا ثم ارحلوا )
قالها أبناء سوريا الشقيقة بعدما وصلت أعداد الشهداء عندهم بالآلاف
وكان من بينهم ما تناولته وكالات الأنباء عن الفتاة السورية التي تم القبض عليها منذ شهور من أجل تسليم شقيقها نفسه للسلطات الا أنه قد استشهد وبعدها قامت السلطات بتسليم جثمان الفتاة لذويها مقطوعة العنق واحدى اليدين جراء التعذيب
وفي مصرنا الحبيبة كانت زبانية الاجرام في ظل النظام السابق توقع أشد العذاب الذي لا يطيقه بشر على معارضيهم في الفكر والرأي وكان الكثيرون منهم يموتون في غياهب السجون
ومن كان يعيش منهم كان الزبانية يتعجبون من مدى قدرتهم على تحمل آلام التعذيب
بل كانوا أنفسهم ينتابهم الوهن والضعف ولا يستطيعون أن يكملوا تعذيب ضحاياهم
ساعتها يصبح (الضحية أقوى من جلاديه)
فهل يتعظ باقي الحكام العرب المتشبسين بالحكم بعد أن أبادوا الكثير من شعوبهم ؟
أم أن نشوة الحكم والرغبة المتزايدة في امتصاص الدماء تجعلهم في سكرات الموت وهم لا يشعرون ؟