بقلم : رئيس التحرير

عجيب أمر عالمنا العربي فلم نشاهد حاكما يبيد شعبه الا عندنا
يأتون الى الحكم اما على دبابة وبانقلاب عسكري أو بتوريث غير مشروع
وجلهم في بادئ حكمهم يطلقون الشعارات الملهبة للمشاعر والداعية للحريات ويفتحون أبواب المعتقلات على مصراعيها
فاذا ما ثبت لهم الحكم وتربعوا على كرسيه وطال بهم المقام وساد الظلم والفساد وتكميم الأفواه ملؤوا السجون والمعتقلات
فاذا ما ثارت عليهم شعوبهم أبادوهم بالدبابات وبالأسلحة الثقيلة ومثلوا بجثثهم وقالوا انهم يعملون بأجندات أجنبيه
هاهو بشار الأسد أتى خلفا لأبيه الذي أباد محافظة حماة العام 1982 م واعتلى سلطة الحكم بالتوريث المزيف وحينما ثار الشعب عليه دمر المساجد والقرى والبيوت وقتل الأطفال والنساء وكمم الأفواه واعتقل الآلاف ولم يراع حرمة الشهر الفضيل رمضان وكان أكثر الشهور دموية بسوريا
ومن العجب العجاب أنه قتل بلبل الثورة ابراهيم قاشوش الذي كان يلهب حماس المتظاهرين بأغنيته الوطنية (يالا ارحل يا بشار ) وبعد قتله تعذيبا تم استئصال حنجرته
أيخشى بشار أن يغني بعد وفاته؟
أم أنه يريد أن يبلغ السوريين أن من يفكر في الغناء سيتم قطع رقبته واستئصال حنجرته؟
وهاهو الرسام الكاريكاتيري فرزات قام بتعذيبه وقطع أصابع يده التي يرسم بها
الهذا الحد رسومات تهز كيان حكامنا؟
وهذا الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره حمزة قام بتعذيبه وسلخ جسده لأنه كان يرسم على الجدران وكأنه يتلذذ بسفك الدماء
وتعذيب العباد
وهاهي ليلة القدر يهدم المساجد على من فيها بدباباته
علما بأنه لم يطلق طلقة واحدة على عدوه اسرائيل في الجولان المحتله
أسد علي وفي الحروب نعامة
وفي ليبيا العقيد القذافي ملك ملوك العرب قام بتدمير ليبيا وقتل الثوار واعتقال الآلاف وهو الذي يسمي نفسه بالثائر وقد جاء الى الحكم بعد انقلاب عسكري ودام حكمه أكثر من أربعين عاما
حينما نشاهد الدمار الذي لحق بليبيا يذكرنا بأيام الاستعمار ونقول ان المستعمر لم يخرب البلاد مثلما خربها حكامنا على ساكنيها وعلى أبناء جلدته
وهاهو على عبدالله صالح
استأثر بالحكم على قبيلته وضيق الخناق على باقي قبائل اليمن السعيد هذا البلد الذي به موارد رزق متعدده وبه خيرات كثيره الا أن شعبه يعملون في الدول المجاورة لأن حاكمهم يضيق عليهم الخناق ويظل يعدهم وما يعدهم الا غرورا
فلما ثار الشعب عليه وعلى حكمه ظل يماطل فيهم ويقتل ويعتقل بواسطة جيشه الذي يقوده ولده الذي كان يؤهله لتوريثه الحكم حتى أتت له قنبلة كانت مخبأة في المسجد فشوهته هو ومن معه
والغريب العجيب وهو مشوها ولا يستطيع التنقل الى بلاده يظل يتوعد شعبه ويظل حريصا على الحكم
وهنا أتساءل
هل نشوة الحكم تجعل حكامنا يبيدون أهليهم؟
هل سطوة القيادة وعشقها وطول البقاء فيها تجعل الحكام يخرجون عن الطبيعة الانسانية الى الدموية وعشق القتل؟
أم أن عالمنا العربي مبتلى بحكام انتزع الله من قلوبهم كل معاني الرحمه؟
النصر قادم باذن الله في كل البلاد العربية على الرغم من جبروت الحكام
لأن الشعوب تملك مالم يمتلكه الحكام
وهو حب الوطن
فالحكام الى زوال
أما الوطن فهو باق لأهله وساكنيه