كتابات وأراء | الصورة تزداد وضوحا بقلم " محمد عبد الحليم " - 7 من سبتمبر 2011 - الأقســام الرئيسيــة

بقلم : محمد عبد الحليم

اتذكر عندما كنت اخرج في مظاهرات حركة كفاية ، كنا نمثل المعارضة ومن الطبيعي ان يعتقل زملائنا ونهان ونسحل في الشوارع فقد كنا ضد النظام وهذا امر كان جليا لاي طفل في الشارع ، واليوم ونحن نشاهد مؤيدي مبارك مع الشرطة يعتدون على اهالي شهداء الثورة فهل يستطيع اي عبقري ان يقول لي من هم المعارضة الان ؟ هل هم مؤيدي مبارك ام هم اهالي الشهداء مع النشطاء الذين قاموا بالثورة ؟
مازلت اشعر بالقلق والخوف وانا اذهب إلى ميدان التحرير واتوجس خيفة من الاعتداء علي او القبض علي ومحاكمتي بتهمة البلطجة ، بينما مؤيدي مبارك المخلوع يتمتعون بحماية الامن ويتحركون بكل حرية بل ويتحرشون بالثوار .
أي ثورة هذه التي يهان ويعتقل من قاموا بها بينما فلول النظام البائد يحميها الامن والجيش ؟ هل يستطيع احدكم ان يؤكد لي انه تم اعتقال واحالة اي من مؤيدي المخلوع الى محكمة عسكرية ؟ ام ان البلطجة هي تهمة يوصم بها من قاموا بالثورة فقط ؟
اتذكر الايام الاولى بعد خلع مبارك ولا يوجد من يجرأ ان يقول انه من مؤيدي مبارك المخلوع ، واتذكر التعليمات التي صدرت لجميع رؤساء المصالح الحكومية بعدم الصدام مع العاملين ، واقارن ذلك بما يحدث الان فأتأكد بأنه لم تقم ثورة في هذه البلاد .
كنا نتظاهر ونعتقل ونطالب بالرقابة الدولية على الانتخابات ويرفضها مبارك بحجة التدخل في امور مصر الداخلية ، نفس الحجة يذكرها المجلس العسكري الان .
اليس هذا هو المجلس العسكري الذي خدم نظام مبارك لسنوات عديدة ؟ اليس هذا المشير هو القائد الاعلى للقوات المسلحة لعشرون عاما ؟ هل كان المشير يعارض سياسات مبارك ونجله جمال ؟؟ استطيع ان اجيب بكل سهولة بالنفي لان مبارك ما كان ليسمح إلا بترقية اصحاب الطاعة العمياء ليضمن ولائهم له .
هل المجلس العسكري مع الثورة ام ضدها ؟ ابحث عن هذه الاجابة منذ قيام الثورة واتأكد يوما بعد يوم بأنه بالتأكيد ليس في جانب الثورة وأن عدم اصداره اوامر بإبادة الثوار في الايام الاولى للثورة هي لقناعته بأن هذه الاوامر لن تنفذ من جانب الضباط بالميدان وسيحدث انشقاقات يدفع ثمنها المجلس العسكري , اما موقف المجلس العسكري بعد الثورة فلايحتاج لاي ايضاحات لانه واضح وضوح الشمس بأنه لاينفذ اي مطلب من مطالب الثورة إلا بعد مليونيات عديدة بل ويسوف في تنفيذ اي مطلب .
احذر المجلس العسكري بأن الثورة لم ولن تموت وان من يراهن على نسيان الشعب المصري هو خاسر ، يا ايها المجلس العسكري الموقر اتوسل اليك ان تستخدم عقلك الراجح كما استخدمته اثناء الثورة عندما تركتنا يوم موقعة الجمل للبلطجية ووقفت تتفرج وتنتظر من سيربح لتكون في صفه ، اتوسل اليك ان تقف مع الجانب الرابح وهم الثوار ، لانك لو اخترت غير ذلك فستجلب الهلاك لك ولمصر ولك في ثورة ليبيا عبرة يا اولي الالباب .
ما شاهدته اليوم على شاشة الجزيرة من موقف الشرطة وفلول مبارك امام اكاديمية الشرطة اثناء محاكمة مبارك انما يدل على شيئين :-
اولهما هو ان الشرطة تريد ان تنتقم من الشعب لهزيمتها يوم 28 يناير لذلك هي تريد الثأر منا وسيظهر ذلك جليا في تعاملهم معنا في الفترة القادمة
ثانيا ان الشرطة والمجلس العسكري وفلول مبارك يد واحدة ضد اهالي الشهداء والثوار .
يمكن لما كنا بنهتف في الميدان الجيش والشعب ايد واحدة كنا نقصد بالشعب الفلول
انا نازل يوم الجمعة 9/9 وإن كنت سعيد الحظ ولم اعتقل ايام مبارك المخلوع فأنا مستعد لأن اعتقل في عهد المجلس العسكري السعيد