وصلنا فى العدد السابق إلى وجود خمس نغمات فى الناى البدائى الذى ابتكره
داوود النبى , وهنا تغيرت النظرة الى الموسيقى او التنغيم فى التلاوات ,
يعنى انا طبعا ماكنتش موجودساعتها لكن بتخيل انهم اكيد اسموا النغمات دى
اسماء او على الأقل ارقام يعنى الاولى والثانية وهكذا .. ووجود النغمات
اوجد شىء جدي ايضا هو ان بعد ماكانت الدندنة او التلاوة عشوائية ابتدت تبقى
مقننة الى حد ما , يعنى دخلنا فى مرحلة التلحين , يعنى ابتكار لحن للقصيدة
او المزمور والشعب بيحفظه ويؤديه كل مرة بنفس اللحن , بعد ان كان قبلها
حتى مبتكر اللحن نفسه كل مرة بيؤديه كما يحلو له , لو مسكنا الغابة الى
تبها الثقوب او الناى البدائى , انتم كمتعلمين عارفين ان كل شىء بدائى
بعدين تمت دراسته بشكل علمى مقنن , والناى اعتبروه عمود هوائى يعنى لما
تنفخ فيه وانت سادد كل اثقوب هنا بيكون العمود الهوائى بطول الناى , ولو
فتحت اصبع بتكون كده فتحت ثقب يعنى قصرت طول العمود الهوائى وهنا تطلع نغمة
تانية , ولو سديت الثقب وفتحت ثقب تانى هنا ايضا بيتغير طول العمود
الهوائى ويعطى نغمة ثالثة وهكذا , يبقى النتيجة فى آلات النفخ عموما , ان
عندك عمود هوائى بطول معين , وعن طريق تقصير العمود الهوائى ده بتتغير
النغمات . لما نتكلم عن الاختراعات يهمنى جدا نعرف ان الاختراع بيكون له
اربع مصادر او اربع اسباب وده بينطبق على كل شىء فى الدنيا , هى حلم ...
وصدفة ... حاجة ... توابع او تطويرلإختراع سابق .... ولما نتكلم بتفصيل
اكتر ... اولها حلم يعنى انسان حلم بشىء وحاول يشتغل على حلمه لحد ما يطلع
اختراع وممكن ينجح وممكن يفشل وحد تانى يكمل الاختراع او الفكرة ممكن بعد
سنين طويلة ... والحلم ممكن يكون حلم بدائى برىء وممكن يكون حلم علمى عويص
.. مثال الحلم البدائى البرىء فاكرين اتكلمت عن عباس بن فرناس انه تمنى
يطير ولكن حلمه اودى بحياته لكن بعدسنين طويلة اتنين اسمهم الاخوين رايت
اشتغلوا على الفكرة ووصلوا للطيارات اللى بنتمتع بيها دلوقتى , ولاننسى
مارى كورى اشتغلت على العناصر المشعة , وايضا حلمها اودى بحياتها يعنى كتر
تعرضها للعناصر المشعة وكان ساعتها لسه الناس ما ابتدتش تاخد الحذر من
خطورة التعرض لها , جالها سرطان , ودفعت حياتها ثمن لحلمها ,لكن بعد ماوصلت
لشىء مهم جدا العلم الحديث بينعم بيه دلوقتى , بعد ما حد بعدها اكمل عملها
.. وتانى حاجة الصدفة ... ودى بيكون انسان لماح ... بتحصل قدامه حاجة صدفة
بيلاحظها , وممكن يوصل منها لإختراع يغير مجرى حياة البشرية , تلميذ كان
بيذاكر وحاطط وابور سبيرتو جنبه على المكتب وبيعمل شاى , لاحظ لأول مرة ان
لما الشاى بيغلى غطاء ابريق الشاى بيتنطط لفوق واحيانا بيتفتح , مع دوام
الملاحظة اكتشف قوة دفع البخار , ومن هنا اكتشفوا الآلة البخارية , يعنى
اناء كبير تملاه ماء بس يكون محكم الغلق , وتحته تشعل فحم واول ما الماء
يغلى بتخرج من صمام فى الإناء ده بخار بقوة دفع جبارة , بتحرك اى شىء طبعا
لما تكون معمولة بدقة , واكتر حاجة انتم شفتوها فى الافلام العربى القديمة
القطار الاسود بتاع زمان واللى بيطلع دخان جامد اوى , ده كان موجود فى مصر
لحد سنة 1960 , انا طبعا ركبته كتير واوى حد سنه فوق الخمسين اكيد ركبه ,
والآلة البخارية دى هى اصل البواخر وحاجات كتير جدا , وهى اللى اعطت الفكرة
لإختراع آلة الاحتراق الداخلى اللى هى موتور السيارة الحديثة , وماكينات
الديزل , اللى بتشغل كل حاجة دلوقتى .. النقطة الثالثة الحاجة ... زمان
قالوا الحاجة تولد الإختراع .. يعنى زمان اوى من 5000 سنة جدودنا
المصريين كان النهر مستواه منخفض عن الارض الزراعية ,طيب يسقوا الارض ازاى ؟
الأول كانوا بيملوا بلاص من النهر ويطلع يدلقه فى الارض وينزل تانى وهكذا ,
بالطبع كان الفدان محتاج سنة عشان يتسقى , الحاجة خلتهم اخترعوا وسائل
بدائية , زى الطمبور مثلا وده عبارة عن اسطوانة من داخلها ملف زى بتاع
مفرمة اللحمة اولها فى النهر ويحطها على الارض والفلاح يدورها بحاجة زى
المنافلة تطلع الماء من النهر الى الارض , كمان اخترعوا السواقى بتجيب كمية
ماء اكتر والى العدد القادم مع اطيب تحياتى